منتديات بس اسمع مني لبدي يا مجنني

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات بس اسمع مني لبدي يا مجنني

منتديات بس اسمع مني لبدي يا مجنني


    صحيفة بريطانية تتساءل: ما الذي يدفع بيهودي اسرائيلي للانضمام الى حركة "فتح" ويسعى لانقاذ فلسطين؟

    avatar
    عابودي
    مراقب
    مراقب


    عدد المساهمات : 115
    تاريخ التسجيل : 15/08/2009
    العمر : 38

    صحيفة بريطانية تتساءل: ما الذي يدفع بيهودي اسرائيلي للانضمام الى حركة "فتح" ويسعى لانقاذ فلسطين؟ Empty صحيفة بريطانية تتساءل: ما الذي يدفع بيهودي اسرائيلي للانضمام الى حركة "فتح" ويسعى لانقاذ فلسطين؟

    مُساهمة من طرف عابودي الأحد أغسطس 23, 2009 8:53 pm

    رام الله، لندن – [img]http://alquds.com/files/alqudslogo2.gif[/img]- سلطت صحيفة "ذي اوبزرفر" البريطانية في عددها الصادر الاحد الاضواء على اول يهودي ينضم الى عضوية المجلس الثوري لمنظمة "فتح" ورحلته السياسية الفريدة.

    وقالت في مقال للمحلل الصحافي بيتر بومونت ان يوري ديفيز اعتاد على تعابير الاستنكار. فصفات مثل "خائن" و"منحط" و"ملوث عقليا" ليست الا بعض تلك التعابير التي ألصقها به أصحاب المدونات الاسرائيليون في الايام الاخيرة. وباعتبار انه اول شخص من اصول يهودية ينتخب في المجلس الثوري لحركة التحرير الفلسطينية "فتح" التي أسسها الرئيس الراحل ياسر عرفات، فقد اصاب شريان الامتعاض الاسرائيلي. حتى ان البعض طالب بترحيله.

    لكن الرجل كان هنا من قبل، وهو اول من اطلق الانتقاد لاسرائيل باعتبارها "دولة عنصرية" في واخر الثمانينات. ونددت عصبة مكافحة التشهير بمشاركة ديفيز في اول مؤتمر عالمي تابع للامم المتحدة ضد العنصرية الذي عقد في ديربان العام 2001. وفيما يصف نفسه بانه "معاد للصهيونية" وصفته دوائر يهودية بـ"اليهودي الذي يكره ذاته".

    وجاء حصول ديفيز على المرتبة الـ31 في انتخابات المجلس الثوري من بين 600 متنافس ليضيف الى تصورات القوى المتضاربة في التاريخ اليهودي- وليس اخرهم عائلته التي عانت من المحرقة - مثل زملائه من المواطنين الاسرائيليين، لكنه يختلف معهم كثيرا في الروايات المختلقة عن تلك التجرية اذ كان يعتقد انها استخدمت عمدا لـ"التغطية" على "برامجها العنصرية". ويأمل في ان ينضم عدد اخر من اليهود الى "فتح" مثلما حدث مع عدد قليل من البيض الاعضاء في المجلس الوطني الافريقي ما فتح افاقا اوسع لشرعيته خلال فترة الحكم العنصري في جنوب افريقيا، بحيث يتساوى العرب واليهود في الحقوق داخل دولة فيدرالية.

    ولكن ما هي معتقدات ديفيز وما الدافع اليها؟ لقد كان والده يهوديا بريطانيا التقي مع امه التشيكية في منتصف الثلاثينات في فلسطين في عهد الانتداب البريطاني. وفيما تمكنت امه ان تنجو بنفسها من معتقلات اوشفيتز، فان كثيرين من افراد عائلتها لم يتمكنوا من ذلك. وهي قصة شائعة داخل اسرائيل. الا ان الدروس التي تعلمها ديفيز منها كانت مختلفة عما استقته الغالبية العظمى من اليهود الذين اقتنعوا ان اليهود لا يمكن ان يعتمدوا مرة اخرى على اخرين لضمان سلامتهم من الاضطهاد.

    وقد استعاد ديفيز الذاكرة الاسبوع الماضي فقال ان "قسطا كبيرا من التعليم الذي تلقيته من والدي كليهما، يشدد على الا اقبل بالتعميم قط، وأن أحذر نفسي من كل جملة تبدأ بكلمة "جميع". فلم يكن "جميع" الالمان هم الذين قتلوا عائلة والدتي. بل كانت زمرة من النازيين". وهناك امر اخر اكدت عليه والدته "فهي اذا التقطت اذناها كلمة الانتقام، تصاب بالهلع. اذ كانت تسعى وراء العدل. واحد المشاكل الكبرى التي تواجه المجتمع الصهيوني هو انهيار التفرقة بين العدالة والانتقام".

    والرجل الان في السادسة والستين من العمر، لكن تحذير والديه من وَسْم الاخرين بانهم شياطين لا يزال يجد صدى في حديث ديفيز. ويصر على انه لا بد من التخلي عن التعميم، وليس اقل من ذلك "الفكرة السائدة بان كل الاسرائيليين معرضون للمخاطر، وان كل العرب يكرهون اليهود، وان كل العرب يريدون دحر اليهود الى البحر".

    وقال انه: "وصف نفسه في سيرته الذاتية في اواسط التسعينات بانه فلسطيني يهودي، لكن الصفة تغيرت الان الى عبري فلسطيني من اصول يهودية".

    ويحرص ديفيز على التفريق بين تعبير "الصهيونية" وتعبيره "مكافحة الصهيونية". فالصهيونية التي يكافحها هي "الصهيونية السياسية" لمؤسسي اسرائيل، وهي الصهيونية التي ترقى كما يقول الى الاستيلاء على اساس التطهير العرقي.

    ويصر على التمسك بمعنى اوسع للكلمة ومرد ذلك في جزء منه الى انه ترعرع تحت دراسة مختلفة: "الصهيونية الروحانية" للمفكرين مثل آحاد هعام والمفكر الديني مارتن بوبر والمؤسس المشارك للجامعة العبرية جودا ماغنس.

    وكتب ديفيز يقول انه "تأثر كثيرا بمؤلفات بوبر في تطوري الفكري والمعنوي" وان كان قد ندد بعنف باخر الاجراءات التي اتخذها بوبر، وليس اخرها استملاك بوبر لمنزل في القدس يعود لعائلة الناشط والكاتب الفلسطيني المرحوم ادوارد سعيد.

    وكان هناك ايضا ليون روث، احد اقارب والده والبروفيسور الزميل لبوبر في الجامعة العبرية الذي استقال بعد ان شاهد معاملة الفلسطينيين العرب خلال فترة انشاء دولة اسرائيل، وعاد الى كامبريدج.

    لقد ترك ما شاهده اثناء نموه في اسرائيل مؤشرا ليكون شخصا مختلفا. فقد قرأ لغاندي ومارتن لوثر كينغ ما جعله يرفض الخدمة العسكرية في الستينات عندما لم يكن ذلك أمرا مشهودا في اسرائيل. واحيل لخدمة "بديلة" في المستوطنات على الحدود مع قطاع غزة.

    ويروي كيف انه رفض المشاركة في الدورية على الحدود، فأخذه احدهم الى موقع وقال له هل تعرف ما هذا. قال ديفيز انه كومة حجارة. فقال له الضابط لا انها قرية ديرما العربية التي فر اهلها وهم الان لاجئون ونقوم نحن بزراعة ارضهم. يمكنك ان تعرف الان لماذا يكرهوننا ويريدون دفعنا نحو البحر. قلت له البديل هو ان ندعوهم للعودة ونتشارك معهم. ومن نظرته تبين لي انني حالة ميؤوس منها. "واشعر بالفخر انني لا ازال حالة ميئوسا منها".

    ولا تنتهي حكاية ديفيز عند هذا الحد. فكتابه : "اسرائيل دولة التمييز العنصري" في العام 1987، دفعه- حسب نصيحة محاميه - الى مغادرة اسرائيل لتحاشي محاكمة صورية له. وقام بالتدريس في جامعات بريطانية منها برادفورد وإكسيتر وديرهام.

    لكنه عاد الى اسرائيل والاراضي المحتلة في منتصف التسعينات بعد اتفاقات اوسلو. واخيرا حصل على وظيفة لالقاء محاضرات عن الدراسات الاسرائيلية الحرجة في جامعة القدس الفلسطينية.

    وفي العام 2008 تزوج من فلسطينية، لكن ذلك لم يجعل حياته اسهل. حيث انه لم يسمح لها بالاقامة في اسرائيل، وهو لا يمكنه كاسرائيلي ان يعيش في منطقة السلطة الفلسطينية. فما كان منه الا ان اعتنق الاسلام قبل الزواج.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 01, 2024 8:38 pm